بقلم الأستاذة: نوال التتان
الزواج في بادية الكويت حديثاً:
مما لا شك فيه أنه لا يزال للبادية في الكويت أثرها في إبراز ظواهر اجتماعية بدأت في المجتمع الكويتي منذ نشأته، وقبل ظهور النفط، ولا تزال هذه الظواهر تظهر بوضوح مكونة عادات وتقاليد يتمسك بها أهل بادية الكويت حتى الآن؛ لأنها تميزهم عن أبناء المدينة أو الحضر من حيث تأشيراتها في علاقات المواطنين بعضهم ببعض، ومن هذه العادات والتقاليد ما هو متبع حتى الآن في بادية الكويت حديثاً في احتفالات الزواج وإجراءاته.
إذا كان البدو في الكويت قديماً يشكلون عنصرا أساسياً لتكامل المجتمع الكويتي؛ فإن ظهور النفط بأرض الكويت، وخاصة في المناطق النائية، التي كان يقطنها البدو قديماً، قد أثر في خصوصية وطبيعة البيئة الصحراوية البدوية؛ فتطورت بسرعة هائلة نتيجة للتشكيل الجديد للهيكل الاقتصادي والاجتماعي بعد النفظ؛ ومن ثم تداخلت الظواهر وتلاحقت خطوات التطور؛ ما تسبب في عدم وجود محطات واضحة يمكن رصدها أو تفنيد تأثيرها على هذا المجتمع في العصر الحديث بعد النفط، أو بمعنى آخر؛ إن التغيير الكمي الهائل، الذي تعرضت له بادية الكويت حديثاً تسبب في عدم القدرة على رصد التشكيل الاجتماعي الجديد، الذي يميز البيئة البدوية في الكويت؛ فلقد وجد البدو أنفسهم في ظروف تتسارع فيها التغييرات الاقتصادية والاجتماعية، من دون علاقات واضحة تحدد طبيعة دورهم في هذا المجتمع الذي يمر بمرحلة تكوين جديدة.
ولقد بدأت حالة الاستقرار في تجمعات مدنية في الكويت منذ منتصف الخمسينيات، ورغم انتقال البدو للحياة المدنية، وإقامة بيوت من الحجر لهمـ إلا أن كثيراً منهم يحتفظون بالخيام (بيوت الشعر) ويقيمونها في حدائق بيوتهم إذا كانوا من الأثرياء، أو أمام بيوتهم إذا كانوا من ذوي الدخل المتوسط.
أهم الفروق بين البادية والحضر في مناسبات الزواد قديماً بالكويت