بقلم المخرج: عبدالله عبدالرسول
«النواخذة» و«الدروازة» و«الطريق إلى كراتشي» و«الهدامة» و«البيرق» و«سوق الغربلي» و«سنة الطفحة» وغيرها من سلسلة روايات هيثم بودي، التي تنطلق من حدث قديم يستحضره، والانتقال به إلى الفترة التاريخية المتخيلة واعتماد تفاصيلها وأجوائها الإبداعية لإيجاد مستنسخات تحاكي الحدث وتتحرك في النص، مشحونة بعمق المعاني ومعبرة عن روح الحدث التاريخي من خلال بناء أدبي مشوق.
روايات هيثم بودي تستند إلى الإسقاط التاريخي وتعميق أجواء الزمان والمكان الذي مضى، وتوظيف المفردة التراثية لإضفاء الجو المناسب لإحداث الرواية لتتماهى مع الحدث التاريخي للمرور على كثير من الأماكن والأحداث، مستذكراً عبقها، شارحاً وموضحاً وموظفاً لها؛ ليستدعي التاريخ الذي نتناقله من جيل إلى جيل.
روايات هيثم بودي هي تفصيل للأحداث التاريخية كمنجز أدبي فني، لا تنقل السرد التاريخي لنا فقط؛ بل تنقل فكرة الأديب من خلال توظيفه للتاريخ وتفاعله معه بتشكيل وبناء فني مُستمد من مادته الأدبية، التي صوّرها بهدف أعمق من مجرّد السرد؛ فهي لا تقتصر على كونها مادة أدبية والغرض منها الحكاية، إنما هي محور مهم في تدوين التاريخ وحفظ تفاصيله وجزئياته وإشباع رغبة المتلقي في معرفة ماذا كان؟ وماذا حدث؟