بقلم المخرج عبدالله عبدالرسول
العديد من المسلسلات الدرامية خلال السنوات العشر الأخيرة تتناول صراع العقيدة والفكر بين الاطراف بشكل سردي خطابي وعظي .. ولهذا السبب تحوز حوارات هذه الاعمال على إعجاب من تجذبهم صراعات طاولة النقاش وفلسفة قصف الجبهة في بعض المشاهد المتكررة لهذه الأعمال التي تحولت إلى مناظرات فكرية وفلسفية بين طرفين مختلفين ..هذه المشاهد لا تختلف عما نشاهده في البرامج الحوارية التليفزيونية .. نقاشات حوارية تحول المشهد إلى دروس توعوية مباشرة ويغلب الوعظ على الفن في بعض الاحيان
ولكن هل المكان المناسب لهذه النقاشات الحوارية النمطية السردية هو الأعمال الفنية الدرامية ؟ وهل ساعدت في نجاح العمل الدرامي ؟
الصراع الفكري بين الطرفين المختلفين بشكل مباشر خطابي سردي وعظي في الدراما سواء كان ذلك صحيحا أم خاطئا، فهو يفسد جوهر العمل الدرامي،وتغيب لغة (الفن) وتصبح العناصر الفنية الإبداعية للعمل مكملات زائدة لا معنى لها .. وتتحول الدراما إلى منبر خطابي وهذا لايمت للدراما بصلة
إذا أردنا طرح المواضيع الفكرية والفلسفية في سياقات الدراما .. لابد ان
تصاغ في شكل حدثي لا سردي .. لأن الدراما تعنى الحدث أو الفعل لا السرد والخطب المباشرة